الاثنين، 14 فبراير 2022

الاستنتاجات المستقاة من قصة نوح عليه السلام

 

 – نوح أول بشر يوحى إليه:

كان أول اتصال للسماء عن طريق الوحي المباشر لجنس البشر مع النبي نوح عليه السلام وربه, جاء ذلك موضحا بالآيات التالية:

  1. {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده… الآية} (النساء 163).
  2. {ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} (المؤمنون 24).{ولا أقول إني ملك … الآية} (هود 31). هنا نلاحظ كيف ذكر مصطلح البشر ليس ملكا وليس من الجن.
  3. كما نلاحظ أنه جاء لنوح أول صيغة لغوية تعبدية من الله للناس وذلك في قوله: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم…الآية} (الأعراف 63).

نوح اول نبي ترافقه ملائكة رسلا :لما كان نوح أول بشر يوحى اليه فقد أرسل الله معه رسلا من الملائكة فجمع بين الأسلوبين: أسلوب النذر، وأسلوب الوحي للبشر كما جاء في قوله تعالى:{وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم} (الفرقان و{كذبت قوم نوح المرسلين} (الشعراء 105).

 – مجمل الوحي إلى نوح كان يتضمن  :الإنذار والتقوى والرحمة
وقد جاء هذا في قوله تعالى: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون} (الأعراف 63).
اما الإنذار: فقد اشترك نوح مع الملائكة بأنه كان نذيرا إلى قومه والإنذار كلمة تدل على تخويف ووعيد حيث توعدهم بالعذاب الأليم لقوله: – {إن أنا إلا نذير مبين} (الشعراء 115).– {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} (يونس 73).– {إن أرسلنا نوحا إلى قومه ن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} (نوح 1). – {قال يا قوم إني لكم نذير مبين} (نوح 2).
وكذب القوم نبيهم – {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين} (الشعراء 116)، {قال رب إن قومي كذبون} (الشعراء 117).
– {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين} (الأنبياء 77) {قال رب انصرني بما كذبون} (المؤمنون 26).{كذبت قبلهم قوم نوح} (غافر 5، ق 12، القمر 9).كان موقف قوم نوح من الرسالة هو الكفر. وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} (إبراهيم 9).
الرسالة:
لقد كان نوح أول رسول ونبي من البشر في منطقة الشرق الأوسط كما يعتقد “العالم القديم”، وقومه هم بداية الإنسان الحديث في هذه المنطقة حيث كان هناك مجموعة من الناس لها علاقات اجتماعية بدائية ولها لغة مجردة بحيث تسمح لنوع من الوحي المجرد. وكان الوضع الإنتاجي في هذه الحقبة التاريخية بدائيا جدا لذا فقد كان الشرك الأساسي الذي وقع فيه الإنسان آنذاك هو عبادة مظاهر الطبيعة وخاصة الشمس والقمر وقد ذكر هذا في قوله تعالى: {ألم تروْا كيف خلق الله سبع سموات طباقا} (نوح 15)، {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} (نوح 16) وبالتالي فقد اقتصرت رسالة نوح على التوحيد والاستغفار فقط دون أن يكون هناك أي وصايا أخلاقية أو شعائر تعبدية، فعند نوح لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا ي شكل من أشكال العبادات التي نعرفها
النبوة:
هي دعوة نوح، أي الدعوة عند نوح هي النبوة لذا كان موقف أقوام الرسل والأنبياء كفرا بالرسالة {وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به} (إبراهيم 9) وموقف شك وريبة في النبوة {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} (إبراهيم 9)فقد كانت نبوة نوح قفزة نوعية على سلم التطور من الناحية العلمية للإنسان في ذلك الوقت وقد بين هذا في قوله: {وأعلم منا لله مالا تعلمون} (الأعراف 62) فكانت نبوته تشمل:التوحيدوهو أن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل. حيث أن التوحيد هو نبوة كعقيدة وهو رسالة من حيث عبادة الله وحده كسلوك حيث أن التوحيد جمع بين الحق كوجود والحلال كسلوك.