الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

الرد على المركز الوطني لدراسات المناخ و جامعة كولورادو في قضية انشقاق البحر

عطية مرجان ابوزر

نشر  المركز الوطني لدراسات المناخ و جامعة كولورادو الأمريكيتان بيانا من أغرب البيانات العلمية الامريكية على الإطلاق  يقول اختصار الخبر:" قال فريق الباحثين لدى المركز الوطني لدراسات المناخ وجامعة كولورادو الثلاثاء إن النبي موسى ربما لم يفلق البحر الأحمر ولكن ريحا قوية من الشرق هبت ليلا قد تكون دفعت المياه إلى الخلف بالشكل الموصوف في العهود القديمة وفي القرآن. كارل دروز والذي قاد الدراسة قال "يمكن تفسير انقسام المياه من خلال ديناميكية السوائل. الرياح تحرك المياه بشكل يخلق ممرا آمنا على جانبيه ثم يسمح فجأة بعد ذلك بعودة المياه سريعا "للتدفق "

أجمل ما في الخبر هو  رغبة النصارى الجديدة في التشكيك بتوراة يهود المكتوبة والتي هي مصدر إنجيلهم وعدم اكتفاءهم بالتشكيك في قرآننا العظيم فالحمد لله أنهم شككوا في إنجيلهم, ولكني هنا سأذود عن قصة موسى عليه السلام سواء الواردة في التوراة أو القرآن لصحة الوحي, وإن كانت نصوص التوراة قد بالغت في الوصف فإليكم نصوص الأعداد الخمسة من سفر الخروج :حيث قال الرب لموسى الهارب من فرعون :-
14: 16 و ارفع أنت عصاك و مد يدك على البحر و شقه فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة
14: 17 و ها انا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم فأتمجد بفرعون و كل جيشه بمركباته و فرسانه
 21 و مد موسى يده على البحر فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل و جعل البحر يابسة و انشق الماء
14: 22 فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة و الماء سور لهم عن يمينهم و عن يسارهم
14: 23 و تبعهم المصريون و دخلوا وراءهم جميع خيل فرعون و مركباته و فرسانه الى وسط البحر

هذه الأعداد الخمسة تترجمها الآية القرآنية:"  فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"

الى هنا والأمر كلام رباني إخباري للناس جميعا , فعل إعجازي محض لنبي له معجزاته كسواه من الأنبياء, وهو ما لا يقتنع به ذوي العقول الخاضعة لمنطق التجربة البشرية دون الإيمان بالله القادر على كل شيء القائل:- "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [البقرة : 6]"

دعهم وما يريدون فما يريدون إلا التشكيك بذات الله تعالى ونحن هنا سنرد على المركز الوطني لدراسات المناخ و جامعة كولورادو الأمريكيتان بمنطق العقل المسلم البسيط لا العالم ولا حتى المتعلم وبدراسة لا تتجاوز عدة كلمات لن تكلفنا المال ولا العتاد المخبري ولا حتى الجهد العقلي: وكل رصيدنا هو إيماننا بكتابنا وخريطة لبحيرة البردويل مكان الحدث, ومقتبسات من التوراة والقران ومقتبسات من البيان والله المستعان.

1. يقول البيان " ويستلزم النموذج تكوينا على شكل حرف "U" بالإنجليزية لنهر النيل وبحيرة ساحلية ضحلة. ويظهر النموذج أن رياحا سرعتها حوالي 100 كيلومتر تهب على مدى 12 ساعة متواصلة يمكن أن تكون قد دفعت المياه إلى الوراء بعمق مترين تقريبا" 
هذا النص من البيان جعل نبي الله موسى وقومه في بقعة تسمى شيه جزيرة مائية (حرف U بالإنجليزية) وعلى هذا القول فان البحر قد انغلق على موسى وقومه وفرعون وجنوده أجمعين لأنه ما انفلق على شكل ممر كامل للخروج, وعليه ثبت ان نظرية دروز وفريقه وجامعته لا تصلح للتطبيق على معجزة موسى.

2. من مشاهدتنا عن مكان الحدث (بحيرة البردويل - مصر)  تبين أن هذه البحيرة علمياً لا تبقى على حال فإذا سدت الفتحات التي تربطها بالبحر المتوسط تبخر ماؤها وبقى في الطريق عدة برك موحلة تغطيها الرمال فتخدع المسافرين فيغوصون فيها, فلو كان هذا صحيحا لغرق موسى وقومه قبل غرق فرعون وجنوده فكيف ينجو من في الامام ويغوص من خلفه؟

علما أن نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل رأوا البحر بالفعل وخشوا أن يعبروه ولم يخدعوا برمال فوق الماء بدليل الاية القرآنية " فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء : 61] .

جاء في البيان أن قوم موسى عليه السلام عبروا من شمال سيناء إلى فلسطين و هناك نص فى التوراة وفي ذات سفر الخروج يهدم نظرية دروز وفريقه من أساسها حيث يؤكد أن العبور من مصر لفلسطين كان عن طريق جنوب سيناء وليس شمال سيناء واليكم النص: " أنه لما أخلى فرعون السبيل للشعب فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلى فلسطين ولو أنه قريب جداً لأنه قال لئلا الشعب إذا رأى حرباً فإنه يعود ثانية إلى مصر " خروج 13 : 14 .
 ومن المعروف تاريخيا أن قوة الفراعنة كانت تتركز في شمال سيناء حيث طريق الحملات العسكرية من الشرق للغرب وبه حصون لحماية الطريق تبدأ من القنطرة إلى غزة وهو طريق معروف منذ الدولة الوسطى.

وبهذا تبطل الإشارة للطريق في بيان مايكل دروز , كذلك تهدم نظرية الرياح التي يقول بها الباحثون الامريكيون والتي هي من الشرق للغرب.
4. من الشواهد القرآنية على المكان قول الله تعالى :" وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ...َ"الاية 160 من سورة الأعراف

 وهذا ما تدل عليه المعالم الأثرية الباقية في سيناء لرحلة موسى عليه السلام حيث هي منطقة "عيون موسى" التي تبعد 165كم من القاهرة وعدد هذه العيون 12 عينا بعدد أسباط (عائلات) بنى إسرائيل التي وردت في الاية, وإن كانت هذه العيون متباعدة لحكمة الرب حتى لا يتكالب الاسباط على الماء في منطقة واحدة.
وهذا دليل جديد على بطلان النظرية التي أخطأت المكان.

5. وأخيرا هو سؤال عابر سأترك الرد عليه للمركز الوطني لدراسات المناخ و جامعة كولورادو الأمريكيتان لان الرد عليه سيكون مكلفا جدا لحاجته الى ملايين الدولارات لأجراء التجارب ودفع الرواتب والمكافئات للعلماء وعلى رأسهم مستر مايكل دروز

" لماذا لم تتمكن الرياح الشرقية التي سرعتها 100 كلم في الساعة والتي شقت البحر بقوة فجعلت منه طودين كالجبال عن اليمين واليسار وبطول 4 كيلو متر لم تتمكن من حمل موسى عليه السلام وقومة وفرعون وجنوده الى عنان السماء ؟ 

أم أنهم أيها العقلاء كانوا أكثر وزنا والتصاقا بالأرض من طود البحار ؟ أني أجهل ذلك وافتقر الى امكانياتكم العلمية المعقدة لاكتشاف السبب فهذه دعوة للبحث ( العلمي) مرة أخرى لعلكم تجدون سذجا يصدقون بياناتكم واكتشافاتكم فانا ههنا منتظرون, وفي سبيل كتاب الله مجاهدون لا قاعدون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق