الاثنين، 13 ديسمبر 2021

قصة قابيل وهابيل


عطية مرجان أبوزر
لوحة تخيلية لقربان هابيل

وردت قصة قابيل وهابيل اول أخوين من نسل آدم عليه السلام في الكتاب المقدس وصدقها القران "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم... [النساء : 47]

ولان التوراة هي الأسبق ولما فيه من تفاصيل لم ترد في القران سنورد ما جاء فيها أولا: جاءت القصة في سفر التكوين الاعداد من 12 الى 14 كالتالي:-
وعرفَ آدمُ امرأتَهُ حوّاءَ التي حملت منه بولد اسمه قايينَ.  وقالت: ‘اقتنيتُ رجُلاً مِنْ عندِ الربِّ’’. ثمَّ عادت فوَلَدَت أخاهُ هابيلَ. وكانَ هابيلَ في حياته راعيًا للغنمِ، وكانَ قايينُ مزارعا في الأرضِ.  وحدث ذات يوم أنَّ قدم قايينَ قربانا للرب بعضا من أثمار الأرضِ.  وقدَّم هابيلُ قربانا أيضًا من أبكارِ غنمهِ ومن سِمانِها. فتقبل الربُّ من هابيلَ قُرْبانِهِ،  ولم يتقبل من قايينَ قُربانهِ. فاغتاظَ قايينُ جدًّا وسقطَ وجهُهُ. فقال الرَّبُّ لقايينَ: ‘‘لماذا اغتَظْتَ؟ ولماذا سقطَ وجْهُكَ؟ إن أحسَنتَ لا رفعنك ؟ وإن لم تُحْسِنْ لأطردنك خسيئا لتخسئن بخطاياك ، ولتنغمس فيها الى نهايتك’’.
و بينما كان الاخوين في الحقلِ يوما قامَ قاريين على هابيلَ أخيهِ وقتلَهُ.  فقالَ الرَّبُّ لقايينَ: ‘‘أينَ هابيلُ أخوكَ؟’’ فقالَ: ‘‘لا أعلمُ! أحارسٌ أنا لأخي؟’’  فقال: ‘‘ماذا فَعَلْتَ؟ صوتُ دَمِ أخيكَ صارِخٌ إليَّ من الأرضِ. فالآنَ ملعونٌ أنتَ منَ الأرضِ التي فتحَتْ فاها لتَقبَلَ دمَ أخيكَ من يدِكَ.  متى عمِلتَ الأرضَ لا تعودُ تُعطيكَ قوَّتها. تائهًا وهاربًا تكونُ في الأرضِ"
لوحة تخيلية لقتل هابيل
انتهى نص الكتاب المقدس وقد صور لنا ولادة الاخوين ونسبهما و مهنة كل منهما ثم صور حالة من النزاع بين الاخوين والتفاوت في التقرب للرب , وانتهت الصور بعدم قبول قربان قايين العاصي للرب في حين تقبل من الاخير وهنا تمت عملية التخلص من هابيل بقتله ووقوع غضب الرب على قايين الى يوم الدين .
بينما جاء القران المصدق لما قبله في سورة المائدة ( الايات من 25 الى 31) على الصور التالية :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [27] لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [28]إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ [المائدة : 29] فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [30].فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 
مكان الجريمة في مزرعة قابيل
[المائدة : 31]

القران خاطب محمدا عليه السلام طالبا اليه تلاوة القصة على الناس فالمسلمون يسمعونها للعلم والعبرة واهل الكتاب يسمعونها ليتأكدوا من صدق نبوة محمد وتصديقه لكتبهم رغم انه كان اميا غير متعلم فهو يأتيهم بما في كتبهم "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ " وتتابع الاية الاولى الخبر فتخبر عن أبني آدم ( نسب مباشر للاب على عكس نسب التوراة للام ودون بيان للمهن) انهما "قَرَّبَا قُرْبَاناً  " لربهما فتقبل الله من احدهما دون الاخر ودون تسمية اي منهما ,وهنا كان اعجاز القران أبين حيث بين الحكمة من القصة مباشرة قائلا ان الشرير توعد بالوعد وان المهتدي اعرب عن مخافته لربه وذلك بيان طرفي صراع الخير والشر الذي امتاز به النص القراني عن ترجمة التوراة , ثم أخبر القران بحادثة القتل كما في التوراة ولكنه سرعان ما عاد للاعجاز التربوي مبينا ان طيرا اسودا محتقرا من قبل الانسان كان في غاية الذكاء الذي يفوق ذكاء الانسان كان قد حضر للمكان وقام بدفن جثة غراب اخر وهذا ما عجز قابيل عن القيام به .

مآخذ على أسلوب المحرف:
  1. عدم الفائدة الدعوية القصصية في ورد في الكتاب المقدس فهو تعرض للأسماء فقط دون الغاية.
  2. نسب المولد للام ل للاب. قالت: ‘اقتنيتُ رجُلاً مِنْ عندِ الربِّ
  3. جعل الانجيل من خلق حواء مجرد معرفه لادم ولم يذكر خلقها. وكأنها قد خلقت قبله وعرفَ آدمُ امرأتَهُ حوّاءَ التي حملت منه بولد اسمه قايينَ
  4. ذكر الانجيل مهن قايين وهابيل في غير جدوى دعوية تفيد العبرة. قائلا وكانَ هابيلَ في حياته راعيًا للغنمِ، وكانَ قايينُ مزارعا في الأرضِ.
  5. نبهت التوراة الى نوع القربان فقالت من هذا زرعا ومن هذا لحما في تمييز بين النعم فقالت "وحدث ذات يوم أنَّ قدم قايينَ قربانا للرب بعضا من أثما .الأرض. وقدم هابيلُ قربانا أيضًا من أبكارِ غنمهِ ومن سِمانِها." فلمحت الى ان الرب ميز بين نوعي القرابين مغفلة الأصل وهو درجة التقرب للرب بالعبادة .فقالت: فتقبل الربُّ من هابيلَ قُرْبانِهِ،  ولم يتقبل من قايينَ قُربانهِ. فاغتاظَ قايينُ جدًّا وسقطَ وجهُهُ. فقال الرَّبُّ لقايينَ: ‘‘لماذا اغتَظْتَ؟ ولماذا سقطَ وجْهُكَ؟ إن أحسَنتَ لارفعنك ؟ وإن لم تُحْسِنْ لأطردنك خسيئا لتخسئن بخطاياك ، ولتنغمس فيها الى نهايتك’’.وفي النهاية نجد بيان أسباب عدم تقبل قربانا وتقبل الاخر ليس بكامن في نوع القربان بل في في الاحسان والخطايا.
  6. تبين التوراة عدم تأدب قابيل في مخاطبة ربه فقالَ الرَّبُّ لقايينَ: ‘‘أينَ هابيلُ أخوكَ؟’’ فقالَ: ‘‘لا أعلمُ! أحارسٌ أنا لأخي؟’’  فقال: ‘‘ماذا فَعَلْتَ؟ صوتُ دَمِ أخيكَ صارِخٌ إليَّ من الأرضِ.
  7. انكار التوراة لدور الغراب الذي علم قايين كيفية دفن اخية مدعية ان الأرض ذاتها فتحت فاها لتبتلعه:  فالآنَ ملعونٌ أنتَ منَ الأرضِ التي فتحَتْ فاها لتَقبَلَ دمَ أخيكَ من يدِكَ. 
  8. عدم توجيه العبرة من القصة لبني ادم عامة واقتصرت العقوبة على حرمان القاتل من الزرع مغفلة يوم القيامة وانذار العصاة بعاقبتهم :متى عمِلتَ الأرضَ لا تعودُ تُعطيكَ قوَّتها. تائهًا وهاربًا تكونُ في الأرضِ"
فيما ان القران يقدم الاعجاز الاخباري والتربوي والعلمي والعبرة من سرد القصة في كلمات قليلة حيث :
  1. الاعجاز الاخباري : محور القصة " نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"
  2. الاعجاز التربوي : رفض القتل " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "
  3. الاعجاز القانوني, بيان مصير القاتل "إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ "
  4. الاعجاز العلمي - مدى علم الغراب - .فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ "
https://al-anbea.blogspot.com/p/1.html

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق