إنّ الله عز وجل أرسل العديد من الرسل والأنبياء لإنّ الله عز وجل أرسل العديد من الرسل والأنبياء لهداية قومهم وتذكيرهم بوجود الخالق وحده لا شريك له،
وأنزل عليهم العديد من الكتب السماوية كمعجزات وكطريق لتعليمهم أسس دينهم والطرق الصحيحة في تطبيقه، فكان أكثرهم يكفرون ولا يؤمنون في ذلك، ومنهم قوم عاد الذي أرسل الله تعالى لهم سيدنا هود عليه السلام، وقد ذُكر ذلك في آية من القرآن الكريم فقال تعالى: "
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ". سورة هود.
ذكر ابن كثير أنّ اسم سيدنا هود كاملاً وهو هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح، من أصل عربيّ نشر رسالته الدينيّة في منطقة الأحقاف التي تقع جنوب الجزيرة العربية، التي كان بها قوم عاد وكانوا يعبدون ثلاث أصنام، وفي يومنا هذا فإنّ المنطقة خالية تماماً من السكان ومن الديار، وأصبحت صحراء قاحلة.

يعبدون ثلاثة أصنام تُسمى هرا، وصمودا، وصدا، وكانوا ينكرون وجود الآخرة، ويقولون أنّ الحياة فقط محصورة بالدنيا، وذلك ما كان عليهم آباءهم من قبلهم. حاول سيدنا هود هدايتهم مرّة أخرى وتذكيرهم أنّ ما هم فيه من قوة جسديّة، ومن أنعام وقصور هو من الله،
فما زادهم ذلك إلا إصرار على الكفر والعناد، ليكون عقاب الله سبحانه وتعالى، والذي كان بإرسال سحاب عليهم، فلما رأوه فروحوا واعتقدوا أن بتلك السحاب الخير، إلا أنّها كانت محمّلة برياح قوية أهلكتهم في سبع ليالٍ وثمانية أيام، لتقتلهم وتهدم جميع ما بنوه من قصور ومبانٍ، وقد أنجى الله تعالى سيدنا هود ومن آمن معه الذين كانوا يتّصفون بقلّة العدد.
الدليل الشرعي القاطع في ذلك ما قاله الله تعالى في أية من آيات سورة هود، فقال : "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق