السبت، 11 ديسمبر 2021

قصة يوسف وزوجة العزيز وسجنه

 


رعا الله تعالى يوسف في وحدته بمصر حيث اشتهر بوحي من الله تعالى بتفسير الأحلام" وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ " وعاش يوسف في كنف العزيز حتى اصبح شابا يتمتع بجمال مميز فأحبته زوجة العزيز التي يعيش في بيتها حتى راودته عن نفسه "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ " ويكاد يوسف يرتكب الزنا لولا رحمة ربه به "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ" فينتفض يوسف ويولى هاربا" قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" وتغتاظ المرأة فتطارده فيهرب" كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" ويولى تجاه الباب ليغادر المكان "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ " فتشد المرأة قميصه وهو مدبر منها فتمزقه من "الخلف "وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ " وما هي الا لحظة ويدخل عليها زوجها الباب" وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ "فترتبك وتدعي على الطاهر العفيف ما تدعي " قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " فيدافع يوسف عن نفسه " قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي " ومن حسن حظ يوسف ان احد أقارب زليخة كان برفقه صاحب البيت شاهدا على الموقف "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا" فتدخل قائلا "إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وان كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ" تفحص العزيز قميص بوسف فوجدته قد تمزف من الخلف "فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" وعليه فلم يتخذ الرجل اي عقوبة بحق يوسف بل نصحه قائلا" يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ "هَذَا "وتوجه لزليخة قائلا "وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" ويفتضح الامر في المدينة "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" " فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ" وتقرر زليخه حبس يوسف "ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ" ويقرر يوسف ان السجن احب اليه من الزنا" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ "
وفي قصة رحلة السجن :-
يحبس العزيز بدعوى من زوجته يوسف في السجن " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ " وفي ليلة من الليالي يرى بعض منهم احلاما في المنام " قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ " ولان يوسف كان قد اشتهر بتفسير الاحلام فقد طلبا اليه تفسير حلميهما "نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"


قال عليه السلام "يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ " وفي يوم ما تقرر الافراج عن الاول الذي حلم انه يعصر خمرا وتقرر اعدام الاخر ويتحقق تفسير يوسف فيطلب من المفرج عنه ان يُكر به سيده لعله يفرج عنه "
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ" ولكنه ينسى " فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ" فيبقى يوسف في السجن سنوات اخرى" فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ" الى ان يشاء الله تعالى فيوحي للمك برؤيا في المنام " وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سنبلا فيعده بذلك ولتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ" وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ" ويرسل الملك هذا الرجل الى السجن فيتوجه ليوسف بالسؤاليُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ" ولا يمتنع يوسف عمن اخلف به الوعد وينبئه بتفسير الرؤيا في وضع الحل لها لا مجرد تفسيرها " قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ, ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ, ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"

يعود الرجل بالتفسير والحل من عند يوسف في سجنه ليبلغ الملك بما سمع فيعجب الملك ما بلغه "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ" ويذهب رجال الملك للأفراج عن يوسف " فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ" طلب اليهم طلبا فيه ضمان براءته اولا ومنع ظلمه مستقبلا " قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ؟" فعاد الحراس بالسؤال الى الملك ليستدعي الملك تلك النسوة ويواجههن بالسؤال " قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ؟" وتقر النسوة بالحقيقة لصالح يوسف" قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ" ويأتي إقرار زليخة بتبرئة يوسف لشدة شغفها به وطلبا لمغفرة الله تعالى "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق