السبت، 11 ديسمبر 2021

قصة القاء يوسف في البئر

عطية مرجان أبوزر
تآمر اخوة يوسف على قتله فقال بعضهم لبعض{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } ودار حوار بين الاخوة "قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ " واستقر الرأي على هذا الاقتراح وبدأ التنفيذ للخطة حيث قام الإخوة بإقناع والدهم فكان هذا الحوار:-قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ " "أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"" قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ" قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ"
ويقتنع النبي يعقوب على مضض منه ويسمح بخروج يوسف "فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ" قاموا بإلقائه في بئر مهجورة "وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ "وما ان كان لهؤلاء مان عادوا لأبيهم ليلا يتباكون " وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ" وهم يحملون قميص يوسف وقد لطخوه بدم ذبيحة "وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" مدعين ان الذئب قد اكل يوسف {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ" وكانوا يعلمون ان ابيهم لن يصدقهم فبادروه قائلين" وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" فكذبهم يعقوب وقد أوحى الله تعالى اليه بأمرهم "بأمرهم "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ"

فكظم غيظه منهم قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً" وأمام هذه الفاجعة "قَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ" وخلد الى الصبر وقال" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" حزن نبي الله يعقوب على ذلك وقاطع ابناءه "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ"  حتى ابيضت عيناه من شدة الحزن،"  وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"
  اعجاز علمي في سورة يوسف!
ذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين(يوسف 93) 
 علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء: هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون "الأدرينالين" وهو يعتبر مضاد لهرمون "الأنسولين" وبالتالي فإن الحزن الشديد والفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم, وهو أحد مسببات العتامة

 ففي قول الله تعالى: "وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"(يوسف 84) وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه أن طلب من أخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء: "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين يوسف 93) قال تعالى: "ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون, قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم, فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون (يوسف 96 ) من هنا كان السؤال:
 فماذا يمكن أن يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟ لعله العرق؟

وكان البحث في مكونات عرق الإنسان على يد طبيب مصري حيث أخذ العدسات المستخرجة من العيون بالعملية الجراحية التقليدية وتم نقعها في العرق فوجد أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان السؤال الثاني: هل كل مكونات العرق فعاله في هذه الحالة, أم إحدى هذه المكونات؟

,وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية وهي مركب من مركبات البولينا الجوالدين" والتي أمكن تحضيرها كيميائيا وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعا زوال هذا البياض ورجوع الأبصار في أكثر من 90% من الحالات وثبت أيضاً بالتجريب أن وضع هذه القطرة مرتين يوميا لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض في القرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين

وتتعلق علاقة يوسف وهو في البئر بربه تعالى فيحفظه ليتم حكمته في امره فتمر قافلة بالقرب من البئر" وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}فذهبت به القافلة إلى أرض مصر ثم باعته بأسواق الرقيق فاشتراه عزيز مصرب ويدعى بوتيفار قال الله في ذكر ثمن يوسف{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
 وفي هذه الاية اعجاز قراني اخباري قوامه تلك الاشارة إلى المستوى الحضاري للمجتمع المصري آنذاك فقد كانوا يستخدمون الدراهم، أي أنهم يسكّون العملة الفضية كوحدة للتبادل التجاري في حين نجد أن إخوة يوسف القادمين من البدو يعرضون بضاعة ليشتروا المواد التموينية. 

وكانت مشيئة الله في اكرام يوسف فوهبه العزيز لزوجته التي لم ترزق بأولاد، وفصه تبني يوسف تشبه قصة تبني فرعون لموسى من بعده" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً "  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق