الاثنين، 29 نوفمبر 2021

عيسى عليه السلام ما بين القرآن والإنجيل

 عطية مرجان ابوزر

قال تعالى " قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [البقرة : 97]

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 3]

يختلف الإنجيل عن القرآن والتوراة كونه تعاليم وليس شريعة بحد ذاته , فالإنجيل لا يحكم على مخالفيه أحكاما جزائية كالقرآن , ولكنه فصل الشريعة التوراتية ,مثله كمثل الحكمة في الإسلام (السنة النبوية) لأنه جاء مكملا للتوراة ولم ينقضها قال عيسى عليه السلام " وما جئت إلا متمما لرسالة أخي موسى" , أي مصدقا وشارحا لها وقال تعالى " وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ [المائدة : 46]

فكل الأديان السماوية جاءت مصدقة لبعضها البعض كما صدق القرآن - وهو آخر الرسالات-  كل ما سبقه وقال تعالى في ذلك لنبيه محمد"  وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ [فاطر : 31].

 قلنا أن الإنجيل لم يأتي بأية شريعة جديدة بل كان مفصلا لشريعة موسى وهدى وموعظة ( تعليم ) ولم يأت بأية أحكام جزائية على مخالفي شريعة موسى الذين جاءتهم الشريعة في التوراة فجمدت وبقيت دون - حكمة نبي - أي تفصيل حكمة أو كما سنة محمد - ومن ذلك مثلا قول المسيح ( إن رجم الزانية لا يشفي المجتمع من الرذيلة ) وهذا تعليم أخلاقي وليس شريعة وأصل الجزاء التشريعي في الزنا - في التوراة - هو القتل , وقول عيسى في الدعوة إلى الجنة ونعيمها وترك الدنيا وزينتها ( بع كل مالك وأعطه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ) وذلك ليس بشريعة بل تفصيل وبيان لليهود والنصارى قال تعالى" قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأبناؤكم وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة : 24] وهذه الآية مشابهة في المعنى والقصد لمقولة عيسى عليه السلام, وقال تعالى "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة : 47] لان أحكام الإنجيل لا تناقض أحكام القرآن بل بل تشابهها و إن القرآن صدقها  , قال تعالى " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [المائدة : 48] 

    1. سيرة النبي عيسى عليه السلام
    2. عيسى عليه السلام ما بين القرآن والإنجيل
    3. الفرق بين النبي عيسى وأخيه محمد
    4. التمائل بين آدم وعيسى عليهما السلام
    5. الإعجاز القرآني في ميلاد عيسى
    6. القرآن الكريم و قصة صلب السيد المسيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق