الأحد، 28 نوفمبر 2021

اعجاز القران في بيان عمر نوح عليه السلام

عطية مرجان ابوزر

الإعجاز القرآني في سيرة نوح القرآنية :-

  1. كان لنبي الله نوح عليه السلام سورة في القرآن المجيد تحمل اسمه إنها السورة رقم 71 سورة نوح التي مطلعاها "  إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [نوح : 1] وكان القرآن قد ذكر اسم نوح لأول مرة في سورة آل عمران وليس في سورة نوح .

  2. كان نوح عليه السلام أول نبي ذكره الله تعالى في القرآن " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ...ً [النساء : 163]

 من الملاحظات الاعجازية - العددية - في السورة وآياتها وجدنا ما يلي :

  1. في الآية"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً[العنكبوت:14] لاحظ :- أن سنوات حياة نوح عليه السلام 950 عاما كما ذكرت الآية ولو ذهبت إلى سورة نوح ستجد عدد كلماتها 950 كلمة  سبحان الله على هذا النظم العددي المذهل للقرآن .

  2. عدد آيات سورة نوح هو  28 آية. وقد جاء ذكر نوح في القرآن منفردا 28 مره (دون 1طر كلمة قوم نوح أو امرأة نوح ) انظر الآيات من 1-28 في القائمة أدناه وعددها 28... سبحان الله .

  3. عدد كلمات أول آية ذكرت اسم نوح  [آل عمران : 33]= نصف العدد أي 14 كلمة وعدد كلمات أول آية في سورة نوح [نوح : 1]  هو نفس العدد 14 كلمة ( حرف الواو كلمة لا يجوز إهمال عدها), فسبحان الله

  4. عدد المرات التي ذكر فيها " قوم نوح " هي 14 مرة أيضا في 14 آية  انظر الآيات من 28 إلى 42 في القائمة أدناه وعددها 14.

  5. جاء ذكر اسم نوح 9 مرات في سورة هود وحدها.ولم يأتي في سورة سوى ثلاث مرات فقط .

 من الملاحظات الاعجازية - التربوية - في السورة وآياتها وجدنا ما يلي :

  1.  ورد في شأن ركوب نوح عليه السلام للطوفان العظيم : " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا...[هود : 41] , أخبرنا سبحانه عن حدث من أعظم الأحداث التي جرت في تاريخ البشرية , وهي حادثة الطوفان العظيم التي أنتجت البشرية الثانية التي من ذرية نوح (عليه السلام) ومن كانوا معه ,هذه الحادثة بدأت "بسم الله" منهية قرون وأمم برمتها , فبسم الله ركب نوح ومن معه سفينته, و"بسم الله" جرت  وما على ظهرها وما في باطنها طافية فوق بحر الطوفان المتلاطم و"بسم الله"رست على "الجودي" بعد أن ابتلعت الأرض كل الماء وأغرقت كل من لم يركب هذه السفينة " وَقِيلَ   يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44]وكان الإعجاز في "بسم الله" ذاتها , كائن في قوة الاستعانة باسم المستعان كما في "... وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "

  2. ذكرت امرأة نوح مرة واحدة في القرآن وهي امرأة خائنة لنبي صالح كانت أولى اثنتين ذكرتا في القرآن لقوله تعالى" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ...[التحريم : 10] 14وكذلك ذكر ابن نوح مرة واحدة في القرآن وهي عاق وعمل غير صالح  لقوله تعالىوَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [هود : 42] وجاء هذا الذكر لزوجة وابن نوح لما فيه من إعجاز تربوي دل على علاقات أسرية فاشلة كانت حتى في بيوت الأنبياء و عن أفراد سجل لهم التاريخ مواقف للعبرة فنالوا أسوأ العقاب, أفراد خائنون عاشوا في بيوت صالحة فكانت العبرة مصداقا وبيانا لقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ....[التغابن :

 من الملاحظات الاعجازية - الإخبارية التاريخية - في السورة وآياتها وجدنا ما يلي :

  1. الإخبار عن حدث عالمي لم يوثقه مؤرخ و لا بشر من قبل , وإن ورد بعضا منه في كتب سماوية سابقة للقرآن فقد رفعت عنها صفة الإعجاز بسبب تحريفها والعبث بها واللجوء للأخذ من الأساطير لتفصيلها,  فبقيت من معجزات القرآن الصحيحة الكاملة, وإذا ما اعتبر البعض هذا القول تحيزا للقرآن أقول بل تحيزا لنبينا محمدا عليه السلام الذي أتهمه أعداءه بأنه هو من كتب القرآن فإن كان كذلك فمن أين أتى هذا الكاتب"الأمي" بهذا الإعجاز الإخباري التاريخي الذي لم يشهده ولا علم له به

لبث نوح في قومه 953 سنة

 يقول سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت في حق نوح عليه السلام :”فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ”إذا كان المقصود من هذه الآية الكريمة القول إن (نوحاً) عليه السلام قد لبث في قومه (950) سنة، أفلا يتم المعنى عند قوله تعالى”…إلا خمسين…”؟! فلماذا قال :”إلا خمسين عاماً”، في حين قال”ألف سنة”؟! ألا يدل ذلك على أنّ مفهوم (السنة) يختلف عن مفهوم (العام)

إذا رجعنا إلى القرآن الكريم  نجد أنّ هناك آيات تدل بوضوح على أن كلمة (عام) تطلق على السنة القمرية، مثل قوله تعالى في سورة التوبة:”فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ” ومعلوم أن الآية تتحدث عن الحج وهو مرتبط بالسنة القمرية، وكذلك في قوله تعالى :”إنما النسيء زيادة في الكفر يضل  به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما … “ ومعلوم أن الآية تتحدث عن تلاعب المشركين بترتيب الأشهر الحرم وهي أشهر في السنة القمرية.في المقابل لا توجد في القرآن كلمة (سنة ) تدل بوضوح على السنة القمرية، ولا توجد كلمة (عام) تدل بوضوح على السنة الشمسية. ولا يعني هذا أن مفهوم السنة لا يشمل السنة القمرية. ويلحظ أن القرآن الكريم عندما يُكَثِّر يستعمل كلمة (سنة) كقوله تعالى :”ولبثت فينا من عمرك سينين“، وقوله تعالى:”وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنة مما تعدُّون ”.ومعلوم أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية.وبما أن هذه الآية ذكرت السنة والعام، فيرجح أن تكون السنة شمسية والعام قمرياً.

يقسم علماء الفلك السنة الشمسية إلى سنة (نجمّية) ومقدارها (365,25636) يوما. وسنة (مدارّية)مقدارها (365,2422) يوما. وإذا أخذنا متوسط السنة النّجمية والمداريّة، يكون عدد أيام ال (1000)سنة هو (365249) يوماً.ويقسّم علماء الفلك السنة القمرية أيضا إلى (نجميّة) مقدارها (327,85992) يوما، وسنة (مدارية)مقدارها(354,36707) يوماً.وإذا أخذنا متوسط السنة النجمية والمدارية يكون عدد أيام ال (50)عاما هو  (17056) يوماً. الآن بإمكاننا أن نطرح (365249-17056)=348193 يوما. وهذا يساوي (953,3) سنة مدارية. و(953,28) سنة نجمية. وبـهذا يتبين لنا أن مدة لبثه عليه السلام (953) سنة، وليس (950) سنة كما هو متبادر للوهلة الأولى.

الدليل العددي على هذه النتيجة 

 أ – السورة رقم (71) في القرآن الكريم هي سورة (نوح)، عند احصاءك لعدد أحرف سورة (نوح) نجدها(953) حرفا، أي مساوية لمدة لبثه عليه السلام عند التحقق فلكياً كما أشرنا.

ب – تكررت الأحرف الهجائية في سورة نوح على الصورة الآتية: 

الحرف

ا+ء

ب

ت

ث

ج

ح

خ

د

ذ

ر

ز

س

ش

ص

التكرار

192

27

34

6

19

3

10

25

10

60

4

20

2

4

الحرف

ض

ط

ظ

ع

غ

ف

ق

ك

ل

م

ن

هـ

و

ي

التكرار

6

5

2

25

8

18

21

32

106

77

60

34

88

55

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

953


عند تفحص تكرارات الأحرف في سورة نوح، وجدنا أن الحرف (ح) تكرر (3) مرات فقط. وكان يمكن أن لا يتكرر أي حرف من الأحرف (3) مرات. واللافت للانتباه أن الرقم (3) هو الفرق بين مدة لبث (نوح) عليه السلام التي تتبادر إلى الذهن قبل التدقيق الفلكي أي (950)، ومدة لبثه التي توصلنا إليها بعد التحقيق وهي (953). ويصبح الأمر مدهشاً عندما نعلم أن هذا الحرف (ح) قد ورد فقط في الكلمات التالية: (نوحا، نوح، نوح). أليس غريباً ومدهشاً أن تخلو سورة (نوح) من حرف (ح) ويتكرر فقط في كلمة (نوح)؟! فهل المقصود لفت الانتباه إلى الفرق بين مدة لبثه عليه السلام الحقيقية، ومدة لبثه المتبادرة لأول وهلة، أم أنّ هناك أسراراً أخرى تتعلق بعالم الفلك أو غيره.

  يقول تعالى في حق (نوح) عليه السلام:”فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً” وقد قلنا إن مفهوم السنة هنا يختلف عن مفهوم العام. وقادنا التحقيق كما لاحظنا إلى أن مدة لبثه عليه السلام كانت (953) سنة شمسية. وفي مدة (اللبث) هذه تمت عملية(طرح). أمّا في مدة (لبث) أصحاب الكهف، فتمت عملية (جمع) تتعلق أيضا بالشمسي والقمري، وقادنا التحقيق هنا أيضا إلى القول أن مدة اللبث هي (300) سنة شمسية، أي (300)سنة قمرية يضاف إليها الفرق وهو (9) سنوات شمسية. وقد يشير إلى هذا الفرق قوله تعالى (تسعاً) أي من السنين. ولو قال (تسعة) لكان المقصود (من الأعوام). وقد تعزز هذه الملاحظة ملاحظاتنا السابقة حول هذا الموضوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق