الأحد، 28 نوفمبر 2021

قصة ضياع بنو اسرائيل في الصحراء

  

تدعمه Google ترجمةترجمة

أخرج موسى بني إسرائيل من مصر وأنجاه الله من فرعون وقومه " وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ثم ذهب لمناجاة ربه وتلقى من ربه الألواح وفيها الوصايا الإِلهية وعاد إلى قومه فوجدهم قد عبدوا العجل الذي اتخذه لهم السامري، وكان من شأنه معهم ما سبق بيانه عنه الكلام على معجزاته ثم طلب من بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة -وهي أريحا- مجاهدين في سبيل الله بعدما أراهم المعجزات الباهرات، فقالوا له: " إن فيها قوماً جبارين ".. و" إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها "، وقالوا له أيضاً: " فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " فغضب موسى ودعا عليهم فقال: " ربِّ إني لا أملك إلاَّ نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين " فأجابه الله " قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ "المائدة 26. وهكذا لبثوا في التيه أربعين سنة، يتردَّدُون في برية سيناء وبرية فاران "صحراء الحجاز"، ويترددون أيضاً حوالي جبال السَّرَاة وأرض ساعير وبلاد الكرك والشوبك.
وفي هذه السنوات الاربعين عاش موسى وقومة الكثير من القصص والاحداث التي ذكرها القران وذكرتها التوراة والانجيل نذكر منها:
* طلب قوم موسى منه ان يجعل لهم صنما يعبدونه :
عندما وصل موسى عليه السلام وأصحابه ارض سيناء وجدوا قوما يعبدون أصناما، فقال له أصحابه: اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة؟! فتعجب موسى لأمرهم ووصفهم بأنهم جاهلون كيف وقد أراهم الله عليه يديه تسع معجزات باهرات كانت آخرها شق البحر يطلبون منه عبادة غير الله الذي دعاهم إلى عبادته؟! فكان هذا بداية الخلل الإيماني المتأصل في نفوسهم وكان هذا الأمر يثير الاستغراب في نفس موسى وأخيه هارون من هؤلاء القوم فقال لهم ( إنكم قوم تجهلون ). الأعراف 138 فاليهود قد تشربوا الكفر والاستعباد خلال قرون طويلة قضوها في خدمة الفراعنة في مصر.
* جبل الطــور وعبادة العجل والموت بالصاعقة :
بني إسرائيل يعبدون عجل الذهب.

 استبق موسى قومه إلى جبل الطور في سيناء لمناجاة ربه، وغاب عنهم أربعين يوما، وجعل آخاه هارون أميرا عليهم فما أن عاد لهم حتى وجدهم يعبدون من دون الله عجلا!!." وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ [البقرة : 51] فغضب موسى من هارون عليهما السلام " وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأعراف : 150] وتابع هارون يعرض لأخية الغاضب الامر "قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ [طه : 85] وقد كان السامري قد غرر بالقوم "فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ [طه : 88]

 كانت مصيبتهم تلك من أعظم الجرائم وأفدحها. فقد جمعوا مصاغهم وصنعوا منه تمثال عجل يدخله الهواء من الامامام - الفم - ويخرج من مؤخرته فيصدر صوتا كخوار الثور "وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ [الأعراف : 148]" فعاد موسى يسأل القوم "قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ [طه : 87] فتوجه للسؤال للسامري "قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ [طه : 95] فأجاب السامري "قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي [طه : 96]

كان هذا كفرا لا يغتفر فعاقبهم الله بأن جعل توبتهم مرهونة بقتل أنفسهم. قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام." وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ". البقرة 54. وكانت شريعتهم تنص على أن التوبة من الشرك والكفر مقرونة بقتل النفس فكان قتل النفس توبة وجزاؤها الجنة. ولكنهم مع ذلك رفضوا فقال لهم موسى: اسمعوا وأطيعوا قالوا: سمعنا وعصينا فجاء نذير الله لهم يتوعدهم بالعقاب إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف : 152]

وارتفع جبل الطور كله فوق رؤوسهم. قال تعالى:" وغذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم". الأعراف 171. فقال لهم موسى: اسمعوا وأطيعوا. فقالوا راغمين: سمعنا وأطعنا!!.لقد اختار موسى من قومه أفضل سبعين رجلا لميقات الله عز وجل في جبل طور ليعتذروا إلى ربهم عما بدر منهم من معاص وقد رأوا بأم أعينهم المعجزة الحادية عشرة وهي نتق الجبل. فلما سمعوه يكلم الله عز وجل قالو: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وأنتم تنظرون). البقرة 55. فأماتهم الله بالصاعقة فناجى موسى ربه أن هؤلاء أفضل قومي فأحياهم الله من جديد إكراما له. (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون). البقرة 56. وكانت هذه هي المعجزة الثانية عشرة وهكذا تتوالى معجزات موسى عليه السلام على قومه وهم لا يزالون يزدادون عتوا وكفرا.
معاندة موسى في دخول فلسطين:
جاءت قصة هذا العناد في الايات التالية " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين  قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون   قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين  قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون  قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ."
فلنتأمل هذا الشعب الكافر المعاند. إن فيهم من الكفر والعناد ما لا يوجد في شعوب الأرض قاطبة على مر التاريخ. وقد عاقبهم الله على ذلك أشد العقاب وجعل عذابهم مستمرا إلى يوم القيامة. وبعد هذه الحادثة حكم الله عليهم بحكمه: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين). المائدة 26. فأصبحوا ضائعين في تلك الأرض أربعين سنة لا يدرون كيف السبيل إلى خروجهم.
تفجير المياة من الصحراء القاحلة:
 فجر موسى بعصاه المعجزة من الصخر ينابيع في جوف الصحراء،" وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ"[البقرة : 60] وتعرف هذه العيون المعجزة في مصر عيون موسى هي عيون مائية عذبة يعتقد انها تعود إلى عهد النبي موسى وتقع في منطقة رأس سدر بجنوب سيناء بمصر.

سميت عيون موسي بهذا الاسم نسبة لأن الواحة التي تفجرت منها‏12‏ عينا للمياه الصالحة للشرب لنبي الله موسي تأكيدا لقول المولي عز وجل "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ .." 

وحاليا لم يتبق من الأثنتا عشرة عينا إلا خمس فقط حيث طمرت باقى العيون لعدم الأهتمام بها وصيانتها فأدى ذلك ان سكنت الطحالب وأشجار البوص بقية الآبار، ويوجد بجانب كل عين لافتة باسم العين وعمقها ومن أسماء العيون (بئر الزهر والبئر البحرى والبئر الغربي وبئر الشايب وبئر الشيخ وبئر الساقية وبئر البقباقة)، ولا يخرج الماء حاليا إلا من عين واحدة فقط هي بئر الشيخ، ويبلغ متوسط عمق العيون حوالى 40 قدم، 

تعد عيون موسى مزاراً دينياً هاماً جداً حيث انها ذكرت في القرآن الكريم، حيث ذكر القرآن ان الله فجر اثنتي عشرة عينا بعدد أسباط بني إسرائيل، تفجرت بالمياه العذبة، بعدما ضرب كليم الله موسى بعصاه الحجر، استجابة للأمر الإلهي، ليشرب بنو إسرائيل من مائها العذب، بعد رحلة مطاردة من فرعون مصر لأتباع الدين الجديد، وذلك أثناء خروجه عبر سيناء. وأثبتت الدراسات الحديثة ان المنطقة من السويس وحتي عيون موسي منطقة قاحلة جدا وجافة مما يؤكد ان بني إسرائيل اشتد بهم العطش بعد مرورهم علي كل هذه المنطقة حتي تفجرت لهم العيون وكان عددها12 عينا بعدد أسباط بني إسرائيل, 
المن والسلوى من السماء:
طائر السلوى

وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغاً، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم،" وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (البقرة 57)
فإن المن والسلوى اللذين أنزلهما الله تعالى على بني إسرائيل قيل عنه هو مصدر يعم جميع ‏ما من الله به على عباده من غير تعب ولا زرع، وهذا المعنى أعم، ويدل له من أن الكمأة من المن الذي أنزل على موسى.‏ أما السلوى: فهو طائر يشبه السماني، أو هو السماني نفسه، وقيل: العسل.‏

طلب القثاء والثوم والبصل :-
ثم يطلبون بقلها وقثاءها وفومها وعدسها وبصلها.القِثَّاءُ :نبات من فصيلة القرعيّات ، ثماره أسطوانيّة مستطيلة ، طعمها أقرب إلى الخيار ، ويقال له أيضًا الفَقُّوس { فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا }


  1. الايات التي ذكر فيها اسم موسى
  2. قصة رحلة موسى مع زوجته وتكليمه لربة في وادي طوى
  3. قصة بقرة بنو إسرائيل الصفراء
  4. قصة ضياع بنو إسرائيل في الصحراء
  5. معاندة اليهود لموسى في دخول فلسطين
  6. معجزات موسى عليه السلام
  7. المعجزة التي هزت عرش فرعون
  8. هل شاهدت عصى موسى

  9. النبيين موسى وشعيب

  10. موسى عليه السلام كما في التوراة

  11. https://al-anbea.blogspot.com/p/blog-page_28.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق