السبت، 27 نوفمبر 2021

قوم إبراهيم عليه السلام ودعوته فيهم

 

عطية مرجان أبوزر
قومه :-
ورد ذكر قوم موسى (الشعب الذي عاش فيه) في القران المجيد في ايتين فقط هما: 
  1. أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ ...[التوبة : 70]
  2. وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ [الحج : 43
  3. وقد وصفهم الله تعالى قائلا: " فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ" [النساء : 55]
آل ابراهيم:- كذلك جاء ذكر آل إبراهيم (اهله وازواجه وابناءه) مرتين فقط في الايات:
  1. إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [آل عمران : 33]
  2. أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً [النساء : 54]
    أتباع ابراهيم: عليه السلام هم المسلمون :
    قال الله تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ  خَلِيلاً" [النساء : 125] انظر خاطرة الإسلام دين جميع الأنبياء

    محاججة إبراهيم لأبيه:
    كان إبراهيم فتى راشدا ومحاورا ماهرا لَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ "و كان أول اعداءه هو أبيه الذي كان يصنع الاصنام بنفسه ويسوقها, فكان جل حواره معه في محاولات يائسة لردعه عن مهنته تلك, وهذه صور من مقولات إبراهيم لأبية جاءت في عدة سور:-
    1. إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ*قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
    2. "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ"[الأنعام : 74]
    3. قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ, أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ , قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
    4. "... يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا "[مريم : 42]
    5. "يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا"[مريم : 43]
    6. "يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا" [مريم : 44]
    7. " يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا"[مريم : 45]
    وبعد كل هذه الدعوات المنطقية يرد الاب طاردا ولده وهاجره  ومهددا إياه بالرجم:-"قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"[مريم : 46] فيحزن النبي الكريم أشد الحزن على والده ويقول له ان طردتني انت من بيتك وأبوتك فان الله تعالى سيرحب بي اجمل ترحيب ورغم قسوتك وظلمك لي ولنفسك فاني سأستغفر لك ربي "قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا " [مريم : 47]
    محاججة إبراهيم لقومه:-

     كان إبراهيم عليه السلام راشدا ,محاورا ذكيا, فحاور قومه طويلا وهو يدعوهم الى الإسلام وقد أورد القران نماذجا من هذا الحوار تحت مسمى المحاججه أي الحوار المستند الى الأدلة ومنطق العقل "وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ "[الأنعام : 80]
    ومن صور هذه المحاججات نورد ما يلي:-
    - "إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ " [الأنبياء : 52]
    - "قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ"[الأنبياء : 53]
    - "قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِين"[الأنبياء : 54]
    -" قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ"[الأنبياء : 55]
    -" قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"[الأنبياء : 56] 
    ويفيض الكيل وتنتهي لغة الكلام الى لغة الفعل والاثبات العملي المادي للحديث المُنكر فيهدد إبراهيم قومه بان يفعل الأفاعي بأصنامهم "وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِين"[الأنبياء : 57]

    وما أن ينقلب القوم عن آلهتهم حتى يداهمه إبراهيم بفأس حديدي يحطمها صنما صنما فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ, مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ, فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ- "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا" ويستثنني إبراهيم الصنم الأكبر ليعيد الحوار المنطقي مع قومه " إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ" وهو يهدف الى دفعهم لسؤال هذا الالهة الاصم الجماد ليروا ان كان سيجيبهم" لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" وبالفعل يعود القوم الى معبدهم فيرون ماحل بساكنيه وهم يتساءلون فيما بينهم "بينهم "قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ"
    ويشتد الحوار بينهم "قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ" قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
    ويُستدعى إبراهيم الى المكان فيسألونه:-
    - قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم" قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ, وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون - قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ"
    وتُسمر حجة إبراهيم القوم في أماكنهم انها حجة مقنعه سألو كبير اصنامكم فهو موجود وقد رأى من فعل هذا بأصنامكم فان كان يرى فقد رأى وان كان ينطق فليخبركم عن الفاعل, ويتهامس القوم فيما بينهم " فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ" ولكن الاقتناع يداهمه ظلمة العقل فينتكس هذا العقل فيقرون بالحقيقة علنا "ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ"
    وتغلب الحجة القوم ويجيبهم المحاجج باللسان وبالفأس :-"قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ" ويقدحهم لغباءهم "أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ"
    وبالعناد وظلمة العقل يقرر القوم الانتقام لأصنامهم التي لم ولا تستطيع الدفاع عن ذاتها ولا الانتقام من محطمها " قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ"
    ويجمع القوم الحطب بكل قوة ويشعلوا نارهم العاتية فيقذفوا با إبراهيم في أتونها , ولكن رب إبراهيم لم ولن يخذله فيأمر النار ان تكون باردة ومسالمة لمن هو ملقى فيها "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيم" الى أن تخبو ليخرج إبراهيم منها منير الوجه لم يحترق منه جلد و لا شعر و لا ملبس.
    فهزم القوم شر هزيمة امام هذه المعجزة الربانية العظيمة "وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ "
    اعراض ابراهيم عن قومه :-
    ولما يئس إبراهيم من قومه قرر اعتزالهم والانزواء لعبادة ربه شاء الله تعالى أن يرزقه أبناء يؤمنون بدعوته ويكملون رسالته "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا"[مريم : 49]
    وجاء امر الله تعالى ان يعرض عن دعوته لهم "َإِبْرَاهِيم ُأَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ "[هود : 76]
    ويرحل عليه السلام عن قومه الى فلسطين مع نبي الله لوط عليه السلام " وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ"

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق