الأحد، 28 نوفمبر 2021

سيرة النبي ابراهيم عليه السلام

    

نسب إبراهيم و ولادته :
هو من نسل سام بن نوح عليه السلام واسمه إبراهيم وتلفظ (بالعبريةאַבְרָהָםأبراهام ثم صار لاحقا إبراهيم(ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وغير اسمه من أبرام إلى إبراهيم) سفر التكوين- وكذلك اسمه في اللغة الإنجليزية: Abram أبرام وفي اللغة اليونانية: Aβραάμ وفي القبطية: Abraam.وورد في القران الكريم باسم إبراهيم.

الميلاد: حسب رواية التوراة فإن إبراهيم ولد سنة 1900 ق.م وهي أقدم المصادر التاريخية في ذلك ويعتقد انه ولد في بلاد الرافدين (العراق) وذكرت بعض الروايات أن إبراهيم ولد في حران أو أور القريبة من بابل

الوالدان: والد إبراهيم عند الكتابيين هو تارح Terahوأمه هي أميلة، وعند المسلمين اختلف العلماء في اسم والد خليل الله إبراهيم عليه السلام ،رغم ما جاء في الآية الكريمة : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/74.ويمكن ان يكون له اسمين هما تارح وآزر كما كان يعقوب هو إسرائيل عليه السلام وقيل ان اسمه بالسريانية هو تارح وبغيرها آزر واسمه " آزر "هو أخذا بظاهر الآية الكريمة أعلاه وبظاهر الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي ؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَي خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ) والله أعلم .
الابناء: إسحاق، إسماعيل، مييان، يقشان، زمران، شوحا، مدين، شبياق. وابن أخيه هو النبي لوط .
الزوجات: تزوج إبراهيم من ثلاثة نساء وهما سارة او -ساراي-وهاجر وقطورة، وقد تزوج سارة في والتي انجبت له إسحاق وهي في عمر التاسعة والثمانين وقد تزوج من هاجر القبطية والتي أنجبت منه إسماعيل، والأخيرة وهي قطورة والتي أنجبت له ستة أبناء وهم: زمران، يقشان، مدان، مديان، يشباق، شوحا.
عندما تزوج عليه السلام من سارة كان يكبرها بعشر سنوات، في حين كان عمرها 65 سنة عندما هاجر إبراهيم من حران, 
وتُسيء التوراة المحرفة في هذا الخبر الى إبراهيم عليه السلام فتدعي عليه بالخيانة لزوجته وتقول انه مع توجهه إلى مصر طلب من سارة أن تذكر للملك (أبيمالك ملك جرار) أنها أخته وليست زوجته تخوفا من إبراهيم من أن جمال سارة يلفت نظر المصرين إليها، فيقتلونه ويأخذونها أو أن الملك لا يتعرض إلا لذوات الأزواج أو ليجبرها على الطلاق وأطاعت سارة زوجها. فأخذها ملك مصر، ولكن الله منعه من الاقتراب إليها بعد ان تجلى لأبي مالك في حلم في الليل وقال له: إنك ستموت بسبب المرأة التي أخذتها "سفر التكوين"
بعد أن بلغت سارة من العمر 76 عاماً ولم تنجب ذرية لإبراهيم، طلبت منه أن يدخل على جاريته هاجر والتي ولدت له إسماعيل وكان عمر إبراهيم 86 عاماً وحدث ذلك قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة, وقد ولّد ذلك الغيرة في نفس سارة مما دفع إبراهيم لإنزالهما في مكان بعيد وهو وادي مكة وهذه القصة جاء بها القران اكثر تفصيلا."سفر التكوين"
 إبراهيم هو الابن العاشر في شجرة النسب من نوح, وتقول التوراة عن أصل إبراهيم إنه آرامي, وهذا من الافتراء عليه كما سنبين تاليا.
تسمى العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية بالديانات الإبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بمعتقد إبراهيم أول المسلمين بإقراره عليه السلام"..وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام : 163]
كذلك ذكر القران بأن إبراهيم كان مٌباركا من الله "وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ [الصافات : 113] ويَعتَبر اليهود والمسيحيون بأن إبراهيم هو أبو بني إسرائيل من ابنه إسحاق، الذي قدمه إبراهيم لله كذبيحة (وهذا افتراء اخر لان الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق).

ويعتقد المسلمون بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من نسل إسماعيل الابن البكر لإبراهيم ويسمى إبراهيم "أبو الأنبياء" وهو من الرسل أولي العزم ويسمونه أيضا "خليلُ الرحمن ".

الوفاة: تدعي التوراة انه توفى في ارض كنعان (فلسطين) ودفن في المسجد الإبراهيمي، الخليل(فلسطين) ومن المعروف ان التوراة محرفة وكان من اكبر تحريفها ما يخدم اليهود في انكار رسالة محمد عليه صلاة الله وسلامه فكان من اكبر ما حرفوا أسماء الأماكن والاشياء وقصص الأنبياء فعملوا جاهدين على تركيز غايتهم في اغتصاب فلسطين واقناع العالم انها فلسطين هي ارض الميعاد التي وعد الله بها إبراهيم عليه السلام فادعوا انه سكن ومات ودفن في (ارض كنعان) فلسطين ولبيان هذه الحقيقة التي باتت للأسف معتقدا عند غالبية المسلمين نقول:
أن موطن آباء إبراهيم عليه السلام  يجب أن يكون قريبا من مكة, بين وادي حوران و(حران النجدية): لماذا وكيف؟
يقول المولى في كتابه الكريم عن لسان نبيه إبراهيم عليه السلام (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) فأتى الغلام الحليم وهو إسماعيل عليه السلام (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ اِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)

بتأمل لقوله "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ" نفهم انه (لما مشى إسماعيل مع ابيه ووصلا الى منطقة السعي),رغم ان أحدا من المفسرين لم يأتي على هذا المعنى فقالوا (لما بلغ إسماعيل سنا يستطيع معها السعي للعمل) الا اننا نرى ضرورة تأمل النص جيدا ولننظر معنى سعي - السعي -على وجهين :
ولو كان تفسير المفسرين لقوله تعالى فَلَمَّا "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ" أي عندما كبر , فمعنى ذلك ان إبراهيم لم يحادث ابنه في الامر الا عندما كبر , وهناك فارق زمني بين الرؤيا وبين المفاتحة بها ربما كانت سنوات طوال؟ وهذا بمعنى ان المنام كان مغلوطا أيضا فقد راي إبراهيم في المنام انه يذبح ولده كبيرا فانتظره حتى كبر اي حتى بلغ السعي؟
وان كان قد رأى انه يذبحه صغيرا فلما انتظر بلوغه للسعي في مخالفة للرؤيا؟
ثم نجد في النص القرآني كلمة "معه" فلماذا المعية وما المقصود بها ؟ قال "فلما بلغ معه" ولم يقل - لما بلغ وحده- فالمقصود بالبلوغ للكبر واحدا - فلماذا المعية؟
واذا نظرنا في المفهوم القرآني لكلمة - سعى- فنجد انه لم يخرج عن معنى(المشي لهدف ما - ولا علاقة له بالسن او بلوغ أجل معين) بدليل قول الله{ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} أي مشيا, كذلك قوله "لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى "أي عملا وقوله {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى}أي جاء مشيا مسرع الخطى, وقوله" وأنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى" أي ما قدم لدينه قولا وعملا, وقوله "إذَا نُودِيَ للصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" أي امشوا للمساجد وقوله {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} أي تمشي على بطنها فنحن نرى هنا ان تفسير معنى "فلما بلغ معه السعي" أنه كان يمشي معه فلما وصلا منطقة سعي امه هاجر وهو طفلا ... وبدليل اخر :
بمعرفة مكان أين يذبح الحجاج اليوم أضاحيهم أي في منطقة مِنى نعرف أين كان مكان حادثة الذبيح إسماعيل؟
أو ليس هذا معناه أنه ابلغه بأمر ربه عندما بلغا منطقة السعي وانهما تواصلا في الحوار والتأهيل النفسي الى وصلا الى "منى" حيث" أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات : 103" وكانت رحمة الله وكبش الاضحية؟ وإلا ما سر وجوب اضحية الحج في منى؟ والله اعلم بالحق.
 فما هو السعي وما هي الصفا والمروة ؟
الصفا والمروة هما اسمين لجبلين صغيرين متقابلين(الصفا هو رأس نهاية جبل أبي قبيس) وأما المروة (فهو رأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ) والسعي هي منطقة بينهما سعت فيها هاجر عليها السلام ذهابا وأيا تبحث عن أناس يغيثوها وطفلها .وقد بات لهذه المنطقة أهمية عظيمة لدى المسلمين وقصة السعي باختصار "أن هاجر أم إسماعيل لما تركها إبراهيم بموضع مكة ومعها ابنها إسماعيل وهو رضيع وترك لها جرابا من تمر وسقاء فيه ماء فلما نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً، فلم تر أحداً  فهبطت من الصفا وأتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات ,قال ابن عباس أن قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما" فسمعت صوتا فقالت في نفسها: صه، ثم تسمعت فسمعت أيضاً. فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غُوَاثٌ فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه حتى ظهر الماء فشربت وأرضعت ولدها" وعليه تكون حادثة الذبيح وقعت في منطقة سعي هاجر عليها السلام؟

مخطط مبسط لاماكن مناسك الحج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق