السبت، 27 نوفمبر 2021

ابراهيم يجادل في قوم لوط

   


أرسل الله عز وجل ملائكته الكرام إلى لوط عليه السلام ليخبروه بأمر الله عز وجل وينجّوه ومن معه من المؤمنين, فمرّوا قبل ذلك على الخليل إبراهيم عليه السلام يبشّروه وامرأته سارة بإسحاق عليه السلام ثم سألهم الخليل عليه السلام عن خبرهم وما سبب إرسالهم فأخبروه بالخطب الجسيم والأمر الذي لا يردّ, فما كان من الخليل عليه السلام إلاّ ان حاول استبطاء العذاب وذلك أنه كان يرجو أن ينيبوا ويسلموا، ويقلعوا ويرجعوا ولات حين مناص , قال عز وجل : "فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ* إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ" , فجعل إبراهيم عليه السلام يجادل في قوم لوط ولم يدر أنّه لا سبيل إلى هدايتهم فقد استحبّوا العمى على الهدى ورضوا بأسافل الأخلاق وأراذل الأفعال, وصار يُجادل الملائكة في ذلك قائلا : " إنّ فيها لوطاً" فطمأنته الملائكة بقولها : " نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين" , عند ذلك سكنت نفس إبراهيم عليه السلام وسكن روعه ثمّ حسمت الملائكة المجادلة والمناقشة بقولها :

"يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ " أي: دعك من هذا الجدال وأعرض عنه وتكلّم في غيره فإنه قد جاء أمر ربّك بإهلاكهم فلا رادّ لأمره ولا معقّب لحكمه ففوض الأمر إليه فهو سبحانه عليم بالمفسدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق